قص الأثر في المقناص لطائر الحبارى والكروان
في قديم الزمان كان قص الأثر من أهم الوسائل التي يعتمد عليها الإنسان في حياته الطبيعية لمعرفة الحياة التي تحيط به ومعرفة كل شاردة وواردة تدور من حوله وهناك قبائل معروفة بالجزيرة العربية وبعض الأفراد من القبائل الأخرى يتميزون بهذه الموهبة العجيبة التي قد تكون بالنسبة لنا أشبه بالخيال فهم يستطيعون من خلال الأثر معرفة جنس صاحب الأثر وعمره وإلى أي قبيلة ينتمي أو سلالة لدرجة أن بعض الحكومات استعانت بهم للتوصل إلى المجرمين في القضايا الجنائية . وأصبح قص الأثر منذ ذلك الزمن قائما إلى الاّن في كثير من الدول رغم وجود الوسائل المتطورة . وبالنسبة للقناص فيعتبر تمييز الأثر شي مهم للتوصل إلى نوعية الحيوانات أو الطيور التي يريدها ويوجد مثل متعارف عليه بين القناصين وهو : ( الصيد جرة ) وفعلا الصيد جرة ومن خلالها يستطيع القناص التوصل إلى صاحب هذا الأثر .
ولكن هناك معوقات ومؤثرات أحبتي قد تحجب الأثر عن القناص ومن أهمها الأرض الصلبة والرياح الشديدة والأمطار ولذلك لجأ الصقار إلى تعليم الطير عملية الطلع لتحاشي هذه الأمور ولقلة الطرائد . أما إذا كانت الأرض طبيعية وبدون مؤثرات خارجية مثل الهواء الشديد أو المطر فتجد الصقار أو القناص طوال وقت عملية البحث عن الصيد عينه دائما على الأرض لأجل الحصول على هذا الأثر فعندما يجد هذا الأثر فالقناص المتمكن يستطيع من خلاله معرفة أشياء كثيرة ومهمة بالنسبة له منها وقت الأثر هل هو حديث أم قديم وهل هو بعيد أم قريب وإذا كان يبدو الأثر قديما هل كان هناك رياح شديدة تجعل هذا الأثر يبدو قديما أم لا فإذا لم يكن هناك رياح فلا بد من النظر إلى اّثار بعض القوارض التي من فصيلة الفئران واّثار بعض الحشرات مثل الخنافس وغيرها والمعروفة لدى عموم الناس باسم ( السواري ) وغالبا هذه الحشرات والقوارض يكون نشاطها ليلا وهل هذه السواري تدوس على الأثر أم لا وبذلك يستطيع القناص تحديد وقت هذا الأثر وهل صاحب الأثر قريب منه أو بعيد وهذه صورة لأثر حبارى حديث وعند تعرضه للرياح أصبح يبدو قديما والدليل على حداثة هذا الأثر عدم وجود لأثر الحشرات أو القوارض حوله مع أن الأثر يبدو قديما :
وهذه صورو لأثر قديم ولكن لاحظ وجود أثر بعض القوارض تبدو حديثة من حوله :
وهذه صورة لأثر قديم ولكن لاحظ وجود أثر بعض الحشرات تبدو حديثة من حوله :
وطبعا كل قناص يعرف طبيعة الأرض المتواجد بها أو القاع الذي يقوم بالصيد به لأن طبيعة الأرض ولونها يختلف من منطقه إلى أخرى فتجد مثلا الأراضي الساحلية يميل لون التراب إلى اللون الأبيض وفي منطقة نجد تجد التراب قريب من اللون الأحمر وفي منطقة الدرع العربي والحجاز يميل لون التراب إلى اللون الأسمر فكل هذه الألوان لها إنعكاسات مختلفة مع ضوء الشمس وتعكس من خلالها ظل الأثر الموجود على الأرض ومع كثرة الممارسة لقص الأثر يسهل على القناص مشاهدة الأثر عند المرور به بكل سهوله . وهذه صورة تبين لنا الظل الموجود بالأثر من انعكاسات ضوء الشمس لذلك يكون الأثر أكثر وضوح في وقت الصباح والعصر لطول الظل :
ومن خلال هذا الموضوع سوف نتحدث عن طريقة قص الأثر لطائر الحبارى والكروان لأنهما يعتبران بالدرجة الأولى بالنسبة للصقار . بالنسبة لطائر الحبارى :
طائر الحبارى طائر حذر ومن أكثر الطيور التي يجيد التخفي عن القناص وغيره من الطيور الجارحة رغم شدة البصر لديها ولولا الإستدلال بالأثر عليها لقل من يجد هذا الطائر بسبب لونه الغريب والقريب من طبيعة الأرض وقدرته على الإختفاء بلمح البصر وهذه الصورة تبين لنا تقارب لون الحبارى من طبيعة الأرض والقدرة على التخفي :
فعندما يشاهد القناص المتمكن أثر الحبارى فسوف يعرف أشياء كثيرة هل هي قديمة أو حديثة وهل هي قريبة أم بعيدة وهل هي بالليل أو بالنهار لأن أثرها بالليل يختلف عن أثرها بالنهار فأثر الحبارى بالليل سوف تجد بعض الحشرات أو القوارض التي يكون نشاطها بالليل تدوس على أثرها وتكون تمشي بالأماكن المكشوفة لأنها تعرف أنه لا يمكن لأحد رؤيتها في هذا الوقت وأيضا أن لا تكون ضحية لثعلب متخفي بين الأشجار الصغيرة أما كيفية معرفة أثر الحبارى بالنهار فسوف تجد هذا الأثر غالبا قريب من الأشجار أو بعض الصخور لكي يمكنها التخفي من الأعداء وتجد أيضا قرب خطى أرجل الحبارى قريبة من بعضها وهذه العملية تسمى : ( حبراي أو تحبري أو تحوبر ) وتبطي بحركتها حتي لا يمكن للأعداء مشاهدتها عند إنتقالها من مكان إلى اّخر وهذه العملية تقوم بها الحباري غالبا في قت حوم الطيور الجارحة أو إذا شعرت بالمضايقة والخطر من البشر سواء قناص أو غيره . وهذه الصورة تبين وجود ثرى بالأرض أو ( طفل ) ودوس الأقدام قد كسر هذه الثرى أو ( الطفل ) مما يدل على أن هذا الأثر حديث :
أحبتي أما كيف تعرف إن الحبارى قريبة منك وأنها تشاهدك فردة فعل الحبارى كثيرة وتختلف من حبارى إلى أخرى فعند تقفي الأثر تجد بعض الحباري يهرب منك بمشاهدة أثر الحبارى بدأ بالجري فهذا دليل أنها تشاهدك وبدأت بالهروب منك وبعض الحباري تجد أن أثره يداور القشع أو بعض الصخور محاولا التخفي عنك أو كما يقولون القناصين : ( قامت ترص أو تصدد أو تحبري أو تحوبر ) وبعض الحباري عندما يشاهد القناص تخمر بجانب الأشجار الصغير إلى أن تكون قريب منها جدا فتقوم بالطيران أو الجري هربا منك وهذه الصورة تبين لنا وضع الحبارى وهي مخمر :
وهذه الصورة لمكان حبارى مخمر محاولة الإختباء من القناص بهذه الطريقة وهي من علامات قربها :
وهذه الصورة تبين لنا طريقة تصدد الحبارى خلف القشع وحبراي الحبارى أو حوبرتها وهي تقارب الخطى حتى لا تلفت الإنتباه :
وبعض الحباري تكون حذرة جدا لدرجة أنها تطير من بعد إما من مشاهدة السيارة أو حتى سماع صوتها فغالبا تكون هذه الحبارى قد تعرضت لهد أحد الصقور عليها فيجب في هذه الحالة تحديد وجهتها من خلال الأثر ومشاهدة مطيرالحبارى إلى أي الإتجاهات سلكت فعلاج هذه الحالة لنوعية هذه الحباري هو الطير الطلع فيقوم صاحب الطير الطلع بالوقوف على مكان مرتفع بعد أن يجدوا ماقع الحبارى لكي يكشف الأرض التي حوله ويسهل على الطير الطلع مشاهدتها عندما تقوم بالطيران من بعيد : أما بالنسبة لطائر الكروان :
فالمعروف عن هذا الطائر أنه ينشط ويتغذى في وقت الليل وأما في وقت النهار فهو يقضي وقته بالتخفي والنوم خوفا من الطيور الجارحة وهذا الطائر متعب للقناص بشكل كبير في تقفي أثره فعند مشاهدة القناص لأثر الكروان يجب على القناص معرفة هذا الأثر هل هو أول الليل أو اّخره أو قبل الفجر وذلك عن طريق الأشياء التى ذكرناها سابقا مثل أثر بعض الحشرات أو القوارض أو تقليب الثرى أو الطـُفل كما يسميه البعض بأرجله ولكن احتمال مع حصول القناص على أثر حديث قد لا يستطيع العثور عليه لأنه كثير التنقل من مكان إلى اّخر بواسطة الطيران للبحث عن الغذاء أو البحث عن كراوين أخرى وما على القناص إلا تحديد إتجاه مطيره بواسطة الأثر والبحث عن ميقاعه وهذه الصورة تبين لنا شكل الأثر للكراوين وهي تشبه أثر الحبارى ولكنها أصغر حجما :
وهذه الصورة تبين لنا طريقة تخفي الكروان خلال وقت النهار :
ولكن هناك دلالات على وجود الكروان بالقرب منك عن طريق الأثر وهو وجود أثر الكروان حديث وعلى عجلة من أمره وتباعد الخطى واختلاف الإتجاهات بطريقة مشيه والإصطدام ببعض الأشجار والأحجار الصغيرة وهذا دليل على أن هذا الكروان بدأ يظهر عليه نور الصباح وهو في عجلة من أمره لكي يجد مكان يتخفى فيه أو ينام وذلك خوفا من الطيور الجارحة وهذا ما يسميه بعض القناصين ب ( الناعس ) لأنه يصطدم بالأشياء التي أمامه واعتقادهم بأنه يشعر بالنعاس ولكن يبقى تقفي أثر الكروان صعب لكثرة تنقله بواسطة الطيران من مكان إلى اّخر لذلك لجأ القناصين إلى بعض الطرق للحصول على الكروان ( فالحاجة أم الإختراع ومن له حيلة فليحتل ) فقد استخدم بعض القناصين ( الجاسوس ) وهو عبارة عن كروان تم صيد وعزله حيا ووضع ريشة جهاز التردد به وإطلاقه في وقت الليل وهو بدوره سوف يبحث عن الكراوين الأخرى ويستدل القناص عليها بواسطة جهاز التردد في وقت النهار ولقد استخدم بعض القناصين أيضا طريقة أخرى وهي عبارة عن جهاز يصدر صوت مسجل لصوت الكروان ويوضع هذا الجهاز قبل صلاة الفجر بساعتين أو ثلاث فإذا كان هناك كراوين قريبة منه وتسمعه فسوف تأتي اليه وهذه صورة الكروان يوم شافت الطير :
