.
.
.
كلما تقترب منا كلما أبتعدنا عنها
وتبتعد عنا كلما أقتربنا منها
تسكن قلوبنا وتؤنسها حينما نعيشها
نشتاق لها ونتألم من غيابها
نحن لها ويدفعنا الحنين لإحتضانها
إنها الذكريات
التي ملأت صدورنا حبا ًوودا ً
وعيوننا بريقاًمن الفرح والسرور
وراحات أيدينا دفئاً ونورا ً
.
.
.
جميلة وهي أجمل حين ترحل
ولكن الإحساس بها
حينذاك يخالطه ألم وحرقة وأنين
لأننا من دونها نشعر بمرارة الفقد
وتخالجنا رغبة في أننا
نحتاج لها لننسى همومنا
كانت لنا في كل
لحظات الوحدة اليد الحانية
نحاول أن نتنفس بها
حين تخنقناحياة الدنيا
نستميت في التجول في أرجاءها
حين يعز علينا فقد عزيز راح
وزوال مكان كان عامرا ًبالبسمات
نصبح غارقين في عالم من الخيال
لا يقوى على معرفته ولا تذوقه إلا الأنقياء
.
.
.
هي تلك الديار و المنازل
التي تلاشت من أفق سعادتنا
والطفولة البهيجة الحلوة
التي تغرس الأمان في أرواحنا
وإقتطفتها يد الزمان
والأحباب الذين فارقناهم
بدمعة أو بخصام
والصفاء الذي كان يلف عيشنا
ويريح بالنا وكدرته الأحزان
والنجاح الذي كان من حظنا
وأغدقنا عليه من الرعاية الكثير
وعطلت مسيرة العثرات
هي كلمةتعني لنا الحياة التي تركتنا
ودونها نحس أن العيش تواجد لا حياة
وشعورنا يتمسك بها ولا يريد مفارقتها لو يستطيع
ولكن القدر يمنعنا أن نعيدها
فلا يتبقى لنا منها غير الصور التي تداعب أعيننا
والأصداء التي تهمس في آذاننا
فتستجيب لها زفراتنا
وتنهداتنا وخربشات حروفنا
بأن تصمت وترحل عن الواقع
وتسكن في أفق بعيد
يزيح عنها جراح القلب الوحيد
دمتم بأحسن حال
بنوتة