هل قلت لكم؟ هل قلت لكم أني أريد أن أصعد إلى تلك البقعة النائية من السماء
وأطفىء نجومها وأجلس فيها وحدي وأضم ركبتيّ إلى جسدي المتعب دافنة رأسي بين أجزائي حتى الموت؟..
هل قلت أني أصبحت أعشق الوحدة حد الجنون وأتلمسها حتى وأنا فى عمق الزحام؟
غريبة هي تلك الكائنة التى تسكنني..تتكور داخلي وتدعي الخرس وهي لاتكف عن الثرثرة
..تقرأ صفحاتها بكل لغات الصمت..تدعي أنها لا تعرفني وتبحث في عيون الآخرين عني لكني أشعر بها ترقبني
..تحفظني عن ظهر قلب ثم تدير رأسها كأنها لا تراني..الكل يدعي أنه يعرفني لكنه لايدري أنه يرسمني بملامحه
ويضعني فى أطر خيالاته وأنا بعيدة .أوزع بعضي هنا وهناك ثم ألملمني قبل أن اقوم من مقامي..
هل قلت أني أكره الوحدة؟أمقتها؟…أفر منها فراري من الجنون؟
كل يوم..افتح شاشاتي الزجاجية ..أقبع وراءها..أوهمني أنى جزء من العالم وأدعي أني لست وحيدة
..يغريني وجه الماسنجر الشاحب فأضغط أزراره الماكرة لأفتحه
لكني أجلس مختفية..أراقب جميع الوجوه المضيئة وأنتظر الشاحبة أن تفيق من نومها
…أحزن والبعض يغادر وأفرح بالآتين وأسجن كلماتي في أصابعي بعد أن أقص ألسنتها..
هل قلت أصابعي؟
نعم…. لم أعد سوى طرقات أصابع..تفرح..تبكي..تغضب..تحب…..
مازلت وحيدة….
أكره وحدتي ..وأكره ضوضائي