اكتشف قسم مكافحة العدوى وصحة البيئة بمدينة الملك فهد الطبية إصابة ممرضتين بمرض نقص المناعة المكتسبة (الإيدز)، ممن استقدمتهم وزارة الصحة للعمل بالمدينة ضمن طاقم العناية المركزة وقسم القلب والمختبر، وذلك بعد مضي 40 يوما من تاريخ مباشرتهما للعمل. وأوضح تقرير أن الممرضتين من جنوب أفريقيا، وبناء عليه اتخذت المدينة قراراً بإنهاء خدمتهما وطي قيدهما ومنحهما تأشيرة خروج بلا عودة. وحول خطورة هذه الواقعة على المجال الصحي في مدينة الملك فهد الطبية أو غيرها باعتبارها أول مرة تحدث في تاريخ وزارة الصحة يعلق أحد الاستشاريين في المجال الصحي، قائلا: «يجب حصر عدد المرضى الذين تعاملوا مع هاتين الممرضتين في هذه الفترة وإبلاغهم بالأمر وعمل التحاليل اللازمة لهم». وأضاف: «وفي ظل الظروف الصحية التي تشهدها منطقة جنوب أفريقيا من انتشار الأوبئة والأمراض وعلى رأسها مرض الإيدز، وكونها من أولى دول العالم التي لديها نسبة عالية جدا من هذا المرض كان من الطبيعي والبديهي عمل تحاليل لطاقم التمريض بأكمله فور وصولهم وقبل مباشرتهم العمل للتأكد من خلوهم من أي أمراض وخاصة مرض الإيدز الذي لا يستغرق تحليله أكثر من خمسة أيام للكشف عنه».
وأشار إلى خطورة عملهما، في المدينة لفترة تقارب الشهر، على المحيطين سواء من العاملين أو من المرضى، ورأى أن المسؤولية تتحملها إدارة المدينة لخرقها قوانين العمل في المملكة التي تنص على عدم ممارسة أي عامل لوظيفته قبل استخراج الإقامة له، وهذا يتطلب تقديمه لشهادة صحية تثبت خلوه من الأمراض المنصوص عليها من قبل وزارة الصحة.
وبين أن احتمالية الإصابة بمرض الإيدز واردة جدا خاصة للعاملين في المجال الصحي، فالأطباء والممرضون الذين يعملون في العناية المركزة والعمليات الجراحية هم أكثر المجموعات عرضة للإصابة به، لذا يجب على وزارة الصحة عمل تحاليل دورية لهم وليكن باختيار 3 أو 4 عشوائيا كل أسبوع أو كل شهر للتأكد من خلوهم من هذا المرض، لأنهم قد يكونوا حاملين له من دون أن تظهر عليهم الأعراض، كما هو حاصل مع الممرضتين، كون المعروف أن أعراض هذا المرض لا تظهر إلا بعد 5 سنوات من الإصابة به.
من جهته قال الدكتور عبد الله العمرو الرئيس التنفيذي لمدينة الملك فهد الطبية، إنه قبل التعاقد مع أي جهة وظيفية خارجية يتم عمل فحص طبي للمتعاقد من قبل دولته، ولا تمنح له تأشيرة من السفارة السعودية،عادة، الا بناء على سلامة الفحص الطبي الذي يحضره الموظف. وأضاف: النظام المتبع لدينا يتضمن بعد قدوم الموظف إلى المدينة يتم إعادة الفحص الطبي له خلال الأسبوع الأول من قدومه ولا يكلف بأي عمل حتى ظهور النتائج المخبرية، وفى حالة اكتشاف اصابته بأي مرض يستوجب طي قيده ويتم عمل الإجراءات الإدارية اللازمة واخباره بطريقة ودية لترحيله فورا، كما في حالة المتعاقدتين من جنوب أفريقيا، التي تم اكتشاف أصابتهما بنقص المناعة المكتسبة، واللتين تم التعاقد معهما في العاشر والثلاثين من أكتوبر (تشرين الأول) 2004 وانهاء عقديهما في العشرين من نوفمبر (تشرين الثاني) من العام نفسه.
من جهة أخرى، يؤكد استشاري أمراض نقص المناعة المكتسبة في مستشفى الملك فيصل التخصصي، أن التقدم في أجهزة التحاليل والتكنيك المتبع الآن في بعض المستشفيات الكبرى كمجمع الرياض الطبي والتخصصي أتاح الفرصة للكشف عن مرض الإيدز خلال 24 ساعة، وقد يستغرق مدة أقصاها 5 أيام لأسباب تتعلق بقواعد العمل في المستشفى، من حيث إجراءات أخذ العينات وتحديد أوقات عمل الأجهزة، ولكن في مثل حالة استقدام عمالة للمستشفى من الخارج فإن إجراءات استخراج عينات التحاليل تتم في أسرع وقت وفي مدة أقصاه 48 ساعة.
يذكر أن وفدا طبيا برئاسة عبد العزيز الجاسر مساعد المدير العام التنفيذي في مدينة الملك فهد الطبية وعضوية كلا من الدكتور عبد العزيز الزير مدير وحدة العناية المركزة، والدكتور مصطفى يوسف مدير مركز القلب، والدكتور نايل الجاسر مدير المختبرات وبنك الدم، ومارغريت كمبلي هيل مساعدة المدير التنفيذي، توجهوا في الفترة ما بين 22 يوليو (تموز) وحتى 12 أغسطس (آب) 2004 لجنوب أفريقيا للبحث عن كفاءات يتم ضمها للمدينة.